أنتم سفراء القضية الفلسطينية في العالم: حاملو الرسالة ورواة القصة

أنتم سفراء القضية الفلسطينية في العالم: حاملو الرسالة ورواة القصة

الكاتب الفلسطيني محمد منصور

أيها الطلبة الفلسطينيون في الشتات، أنتم لستم غرباء في أراضي الشتات، بل أنتم جذور شجرةٍ امتدت عبر القارات، تحملون في عروقكم دم أرضٍ لم تنسَ، وفي قلوبكم ذاكرة شعبٍ لم يستسلم.

في كل قاعة محاضرات، وفي كل حوار عابر، وفي كل صداقة تنسجونها، تقف أمامكم فرصة ثمينة لتكونوا رسل الحقيقة، وأن تصححوا الصورة التي شوّهها الاحتلال وأعوانه.

العالم من حولكم يسمع عن فلسطين، لكنه نادراً ما يسمع من فلسطين، هناك فرق شاسع بين أن تُروى القضية من خلال شاشات مزوّرة، وبين أن تُحكى على لسان من عاشوا تفاصيلها.

أنتم تعرفون أن الاحتلال ليس مجرد خلاف حدودي، بل هو نظام قائم على التطهير العرقي، وأن المقاومة ليست إرهاباً، بل هي حقٌ طبيعي لمن سُلب وطنه.

تلك المفاهيم لا تحتاج إلى خطبٍ منمقة، بل إلى حديث صادق يأتي من القلب، إلى حكايات الأجداد عن بيوت الزيتون، إلى صور الأهل بين أنقاض منازلهم، إلى يوميات أطفالٍ يحملون حقائبهم المدرسية وسط جنود مسلحين.

واغتنموا كل لقاء في شتاتكم وغربتكم، لا تستهينوا بأي حوارٍ عابر، ولا تستخفوا بأي كلمةٍ قد تبدو بسيطة، فخلف كل وجه جديد تتعرفون عليه، قد يكون عقلٌ يفتح أبوابه لأول مرة على الحقيقة، أو قلبٌ يبدأ بالنبض لقضيتكم.

تلك المحادثة العفوية في المقهى، أو النقاش بعد المحاضرة، أو حتى التعليق على منشور في وسائل التواصل، كلها جسور يمكن أن تمتد من عالمكم إلى عالم آخرين لم يسمعوا بفلسطين إلا من خلال رواية المحتل.

تذكروا أن التغيير يبدأ بكلمة، والوعي يولد من حوار، والعدالة تُبنى بتراكُم الأصوات، قد يكون زميلكم اليوم في الجامعة هو الصحفي الذي سيكتب غداً عن جرائم الاحتلال، أو السياسي الذي سيدافع عن حقوق شعبكم، أو الفنان الذي سيحمل القضية إلى العالم عبر إبداعه، لا تفوتوا فرصة أن تزرعوا بذرة الوعي في أي تربة صالحة.

لا تنتظروا من أحدٍ أن يسألكم عن فلسطين، اطرحوا أنتم الحديث، واجعلوا القضية حاضرة في كل مكان، تحدثوا عنها عندما يسألونكم عن أصولكم، عندما يتعجبون من لهجتكم، عندما يلمحون الحزن في عيونكم، اخبروهم كيف أن الشتات ليس اختياراً، بل نتيجة لمأساة مستمرة منذ عقود، وضّحوا لهم أن اللجوء ليس رحلة مغامرة، بل هو جرحٌ لا يندمل.

واجهوا الشكوك بالحقائق، والجهل بالصبر، والافتراءات بالحجج الدامغة، إذا قالوا لكم إن الصراع معقد، ذكّروهم أن الظلم لا يعرف التعقيد، وأن الاحتلال ليس رأياً يمكن مناقشته، بل جريمة يجب إيقافها.

إذا تساءلوا عن الإرهاب، فاسألوهم: أيُعقل أن يكون المحتل ضحيةً، والمقاوم إرهابياً؟ إذا زعموا أن فلسطين أرض بلا شعب، فأروهم صور المدن الفلسطينية قبل النكبة، واقرأوا لهم من شعر محمود درويش، وعرّفوهم بالمزارعين الذين ما زالوا يحرسون شجرة زيتون واحدة كما لو كانت وطناً كاملاً.

أنتم لستم مجرد طلاب، بل حراس ذاكرة، ورواة تاريخ، وصنّاع تغيير، كل كلمة تنطقونها قد تُضيء شمعة في عتمة الجهل، وكل حوار تخوضونه قد يهز ضمير إنسان، وكل خطوة في الغربة هي خطوة نحو العودة. لا تستصغروا تأثيركم، فالقضية تُبنى بالكلمة والصورة والفكرة، وأنتم، حيثما كنتم، جزء من هذا البناء العظيم.

فلسطين لا تحتاج إلى شهادات ميلادكم كي تعرف أنكم أبناؤها، هي تعرفكم في نبرة صوتكم حين تتحدثون عنها، في غضبكم حين يُظلم اسمها، في صمودكم حين يحاولون نسيانها.

فلتكن كلمتكم سلاحاً، ولتكن عزيمتكم درعاً، ولتظل الرواية الفلسطينية، بروايتكم أنتم، أقوى من كل محاولات التشويه والنسيان.

#فلسطينيو_سورية#فلسطينيو_سوريا#فلسطيني_سورية#سوريا#مخيم_اليرموك#أوروبا

————————

المحتوى الوارد في هذا المقال يُعبّر عن رأي كاتبه، ولا يُمثّل بالضرورة وجهة نظر شبكة “فلسطينيو سورية” أو سياستها التحريرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *