مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين في ريف دمشق

إعداد: أ. نور عويس – ناشطة وحقوقية فلسطينية

يقع المخيم في ريف دمشق الجنوبي الغربي، على بعد 27 كيلومتراً من العاصمة، وتبلغ مساحته 720 دونماً. تشهد مناطق التوسعة فيه نمواً عمرانياً غير منظم، ويمتاز بقربه من المناطق الزراعية، لكنه يعاني من صعوبة في الوصول إلى الخدمات الخارجية.

يحده من الشرق زاكية والدرخبية، ومن الشمال قرية دروشا وقطنا، ومن الغرب قلعة جندل وبيت تيما، ومن الجنوب سعسع وكناكر.

يحمل المخيم اسم “خان الشيح” نسبة إلى “الخان” الأثري العثماني الموجود في المنطقة، بالإضافة إلى انتشار نبات “الشيح” فيها. وقد احتفظ الموقع باسمه منذ العهد العثماني حتى اليوم.

يُقدّر عدد العائلات المقيمة حالياً في المخيم بنحو 4000 عائلة، معظمهم من فلسطينيي منطقة طبريا وصفد والناصرة، وينتمون إلى عشائر مثل: المواسي، صبيح، وهيب، زنغرية، شمالنة، سمكية، وغوارنة. وقد أُنشئ المخيم عام 1950 تحت إشراف وكالة الأونروا.

الوضع الخدمي والبنية التحتية:

يعاني المخيم من انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي، خاصة في مناطق التوسعة العمرانية. وبحسب الحقوقي مصطفى رضوان وحش، فإن شبكات المياه والصرف الصحي داخل المخيم قديمة وممولة من الاتحاد الأوروبي، إلا أن التوسعة تفتقر إلى هذه الشبكات، ما يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية. أما إدارة النفايات فتُشرف عليها الأونروا داخل المخيم الرئيسي، بينما تعاني مناطق التوسعة من جمع غير منتظم للنفايات، يتم كل عشرة أيام.

المواصلات والاتصالات:

تتوفر سيارات “سرفيس” للنقل، إلا أن أجورها مرتفعة. كما يواجه السكان ضعفاً في خدمات الإنترنت وعدم انتظامها، خصوصاً في المناطق النائية من المخيم.

الخدمات الصحية:

يتوفر في المخيم مركز صحي واحد تابع للأونروا يضم أربعة أطباء، بينهم طبيبة نسائية. ويقدم المركز أدوية للأمراض المزمنة، وتحويلات للمستشفيات بتغطية تصل إلى 75% من التكاليف. لكن السكان يواجهون تحديات منها نقص الكوادر الطبية، وغياب سيارة إسعاف ليلاً (من الساعة الخامسة مساءً حتى الصباح).

القطاع التعليمي:

يضم المخيم أربع مدارس تابعة للأونروا من الصف الأول وحتى الصف التاسع، أبرزها: عين ماهل، بئر السبع، دير عمر، وسلمة. كما توجد ثلاث مدارس حكومية في مناطق التوسعة تقدم التعليم حتى المرحلة الثانوية. وقد تعرضت بعض المدارس، مثل مدرسة بيريا، للدمار خلال الحرب، وتحتاج إلى إعادة تأهيل.

الاحتياجات الأساسية:

من أبرز الاحتياجات وجود مركز إسعاف متكامل يعمل ليلاً، وتوسيع شبكات المياه والصرف الصحي في مناطق التوسعة، إضافة إلى دعم السكان اقتصادياً، في ظل قلة فرص العمل وكون معظمهم من ذوي الدخل المحدود. ويُعرف سكان المخيم بانتمائهم الوطني الفلسطيني، وارتباطهم بذاكرة النكبة والنزوح، ويواصلون المطالبة بتحسين البنية التحتية، ودعم القطاعين الصحي والتعليمي، وتوفير الحماية.

مصدر المعلومات: الحقوقي مصطفى رضوان وحش – ابن مخيم خان الشيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *